طالت ليلي النوى يا حيرة العلم
وصبرنا ضاق عن بحبوحة الألم
نيران أشوقنا أودت بمهجتنا
ودفعنا من لهيب الشوق كالديم
تمر أيامنا بالوجد مثقلة
ثقل الليالي تركن الجسم كالعدم
نسائل العيس إن مرت بساحتكم
عن المصلى وذات الشيح والسلم
ونسأل الركب إن مروا بروضتكم
عن النقا وضباء الجزع والرقم
قلوبنا هائمات في مرابعكم
بين العقيق وبين السفح والعلم
ونسمة الفجر تحيينا وتنعشنا
بنفحة القرب إن مرت بذي سلم
سقيا لأيامنا في سفح كاظمة
وطيب أنس الليالي في ربا إضم
رياض أنس بها للقلب منتجع
وللفؤاد نعيم غير منفصم
نود لوأننا في باب ساكنها
نعد في زمرة الللاجين والخدم
هو الحبيب الذي عمت نوائله
كل الخلائق من عرب ومن عجم
ساد الوجود فلا خلق يماثله
فالكون عن مثل خير الخلق في عقم
ومن يداني أبا الزهراء في شرف
ومن يباري أبا الزهراء في رهم
قد جاء بالدين يجلو كل مظلمة
والدين يجلو ظلام الغي واللمم
جلى شموس الهدى والحقّ ساطعة
حتى استضاء بنور الحقّ كل عمي
وقام بالشرع لا تخفى محجته
إلا على حاقد بالجهل متسم
------------
هو الذي خص بالإسراء معجزة
أعيت عقول ذوي الألباب والفهم
ونال من حضرة التقديس منزلة
جلت عن الوصف والتعبير بالقلم
-----
لما اقتدى بك رسل الله قاطبة
نوديت أنك خير الخلق كلهم
----------
فليست الأرض غابات ملاعبها
للوحش يأكل ما يلقى من النعم
لكنها روضة بالخير عامرة
نعمة الدين فيها أعظم النعم
وليس يعمرها إلا غطارفة
ساروا بنهج لغير الله لم يقم
باعوا نفوسهم لله خالصة
لا يبتغون سوى رضوانه القمم
--------
هم علمونا التقى من نشر سيرتهم
فالبر في الكون من آثار برهم
المجد مقتبس من طول همتهم
والعز ملتمس من طور عزهم
عليهم واردات الخير ماطرة
من حضرة القدس تندي مسك تربهم
يا ربنا خذ بأيدينا لمنهجهم
واجمع هوانا بشمل منك منتظم
واردد قلوبا عن الإيمان شاردة
وأنفسا في عمى عنه وفي صمم
واجعل لنا مددا في كل معترك
وكن لنا ناصرا في كل ملتحم
يا سيدي يا رسول الله يا سندي
يا من هواه بقلبي كامن ودمي
هذا مديحك لاتحصى فرائده
ومن يطيق مديح السيد الفهم
لكنه وجد قلب ثار ثائره
من حبكم فتبدى كل منكتم
ونفحة من نداكم طاف واردها
فعطرت بشذاها المنتقى كلمي
وشمة من خزامى روضكم عبقت
حيت فؤادي بعطر منك منتشم
وديمة منكم وطفاءها معة
أجرت بقلبي بحور الشعر والحكم
أطفى جوى كبد حرى بوابلها
ويرتوي كل قلب للمحب ظمي
أنتم حياة لنا نحيا بكم أبدا
كالجسم منا بغير الروح لم يقم
إني قصدت كرام الحيّ ملتمسا
طيب التنسم من آثار نشرهم
لعلي أمحو ذنوبا جمة عظمت
فقد تعلقت في أطراف ذيلهم
واستميح لدى الجلى شفاعتهم
فقد توسلت للمولى بوجههم
هم الكرام ولا يعدّ نوائلهم
مثلي وقد لذت في أكناف حيهم
عليهم صلوات الله دائمة
تعطر الكون من أنداء عطرهم
وألف ألف سلام كله أرج
يحي قلوب الورى من طيب عرفهم
ما هب ريح الصبا يهدي لنا خبرا
عنهم وما رنم الحادي بذكرهم
وما شدت جذلا من طيب سيرتهم
بلابل الحي تهوى أطيب النعم
No comments:
Post a Comment